فصل: (سورة العلق: الآيات 1- 2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة العلق:
مكية.
وآيها ثمان عشرة دمشقي وتسع عشرة عراقي وعشرون حجازي.
خلافها آيتان:
{ينهى} تركها شامي.
{لئن لم ينته} حجازي.
مشبه الفاصلة موضعان:
{ناصبة} {كاذبة}.
عكسه:
{ناديه}.
وأبدل همزة {اقرأ} معا أبو جعفر وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه.
وأمال رؤوس آيها التسعة من {ليطغى} إلى {يرى} حمزة والكسائي وخلف وافقهم في {يرى} أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وقلل الكل الأزرق وجها واحدًا وحينئذ يرقق لام {صلى} كذلك وافقه أبو عمرو على تقليل غير {يرى} بخلفه.
واختلف في {أن رآه} (الآية 7) فقنبل من رواية ابن شنبوذ وابن مجاهد وأكثر الرواة عنه بقصر الهمزة بلا ألف وافقه ابن محيصن والباقون بالمد وهو رواية الزينبي عن قنبل وتغليظ ابن مجاهد لقنبل في رواية القصر رده الناس عليه والذي ارتضاه في النشر أنه إن أخذ عن قنبل بغير طريق ابن مجاهد والزينبي كابن شنبوذ وأبي ربيعة وغيرهما فبالقصر وجها واحدًا بلا ريب وإن أخذ عنه بطريق الزينبي فبالمد كالجماعة وجها واحد وإن أخذ بطريق ابن مجاهد فبالوجهين وهما صحيحان عنه في الكافي وتلخيص ابن بليمة وغيرهما قال أعني صاحب النشر ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء والمد أقوى من طريق النص والأداء أخذ من طريقيه جمعا بين النص والأداء ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية وخالف في الرواية وقد وجه الحذف بأن بعض العرب يحذف لام مضارع رأى تخفيفا ومنه قولهم أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة بل قيل إنها لغة عامة وحيث صحت الرواية به وجب قبوله وتقدم الكلام على إمالة حرفي {رآه} ومر نظيره في الأنبياء وهو و{إذا رآك} لاتصاله بمضمر كما هنا.
وقرأ {أرأيت} بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وأثبتها محققة الباقون ويوقف على {سندع} بحذف الواو للكل للرسم وما في الأصل من القطع ليعقوب بالواو ومن الخلاف لقنبل سبق رده في سورة الشورى عند الكلام على {ويمح الله}. المرسوم:
اتفق على كتابة {سندع} بحذف الواو. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة العلق:
{اقرأ} معا أبدل الهمز فيها مطلقا أبو جعفر وعند الوقف فقط حمزة.
{رآه} قرأ قنبل بخلف عنه بقصر الهمزة أي من غير ألف بعدها والوجه الثاني له المد كالباقين والوجهان عنه صحيحان مقروء بهما من طريق الحرز وما حكاه الإمام الشاطبي من أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر رده العلماء وأهل الأداء بثبوت القصر عن ابن مجاهد وغيره عن قنبل، قال صاحب النشر: ولا شك أن القصر ثبت عن قنبل من طريق الأداء والمد أقوى من طريق النص وبهما آخذ من طريقه جمعا بين النص والأداء، انتهى. ولا يخفى ما فيه من ثلاثة البدل لورش.
{أرأيت} الثلاثة قرأ المدنيان بتسهيل الهمزة الثانية بين بين ولورش إبدالها ألفا مع المد المشبع غير أن هذا الوجه لا يأتى إلا حال الوصل فقط كما ذكرنا ذلك غير مرة وقرأ الكسائي بحذف الهمزة المذكورة ولحمزة في الوقف عليه تسهيلها بين بين فقط.
{كاذبة خاطئة} قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الخاء مع الغنة وبإبدال الهمزة ياء خالصة في الحالين وكذلك حمزة إن وقف. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة العلق:
قوله تعالى: {أن رآه استغنى} يقرأ بفتح الراء وكسر الهمزة وبكسرهما معا وبفتحهما معا وقد ذكرت علل ذلك قبل وروى قنبل هذا الحرف عن ابن كثير {رأه} بفتح الراء والهمزة والقصر على وزن رعه قال ابن مجاهد لا وجه له لأنه حذف لام الفعل التي كانت مبدله من الياء وقال بعض أهل النظر أحسن أحوال ابن كثير ان يكون قرأ هذا الحرف بتقديم الألف التي بعد الهمزة وتأخير الهمزة إلى والقيمة موضع الألف ثم خفف الهمزة فحذف الألف لالتقاء الساكنين فبقي راه بألف ساكنة غير مهموزة الا ان الناقل لذلك عنه لم يضبط لفظه به هذه لغة مشهورة للعرب يقولون في رءاني راءني في سأاني ساءني قال شاعر هذه اللغة:
أو وليد معلل راء رؤيا ** فهو يهذي بما رأى في المنام

. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

96- سورة العلق:
{إن الإنسن ليطغى أن رءاه استغنى} 7- 6
قرأ ابن كثير في رواية القواس {أن رأه} على وزن رعه وقرأ الباقون {أن رآه} والأصل رأيه على وزن رعيه فصارت الياء التي هي لام الفعل ألفا لانفتاح ما قبلها فصار رآه.
قال مجاهد رواية القواس غلط لأنه حذف لام الفعل التي كانت ألفا مبدلة من الياء، وقال غيره يجوز أن يكون حذف لام الفعل كما حذف من قولهم أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة فلذلك حذف من الماضي كما حذف المستقبل. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة العلق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة العلق: الآيات 1- 2]

{اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق (1) خلق الإنسان مِنْ علق (2)}

.الإعراب:

{باسم} متعلق بحال من فاعل {اقرأ} أي متلبسا باسم، أو مبتدئا باسم..
{الذي} موصول في محلّ جرّ نعت لربّك {من علق} متعلق بـ: {خلق} الثاني.
جملة: {اقرأ...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {خلق} (الأولى) لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {خلق} (الثانية) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الفوائد:

بداية الوحي:
قال أكثر المفسرين: هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن الكريم، وأول ما نزل خمس آيات من أولها، إلى قوله: {ما لَمْ يعلم}. عن عائشة أم المؤمنين، رضي اللّه عنها أنها قالت: «أول ما بدئ به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة».
(وفي مسلم) «الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الوحي». وفي رواية: «فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: {اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق خلق الإنسان مِنْ علق اقرأ وَرَبُّكَ الأكرم الَّذِي عَلَّمَ بالقلم عَلَّمَ الإنسان ما لَمْ يعلم}. فرجع بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر، قال: خشيت على نفسي. قالت له خديجة: كلا، أبشر، فو اللّه لا يخزيك اللّه أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللّه أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ما ذا ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خبره، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل اللّه على موسى، يا ليتني فيها جذعا إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي». زاد البخاري، قال: «وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا- حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق، فكلما أوفى بذروة جبل تبدي له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول اللّه، فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فقال له جبريل مثل ذلك».

.[سورة العلق: الآيات 3- 5]

{اقرأ وَرَبُّكَ الأكرم (3) الَّذِي عَلَّمَ بالقلم (4) عَلَّمَ الإنسان ما لَمْ يعلم (5)}

.الإعراب:

(الواو) حاليّة {الذي} في محلّ رفع نعت للأكرم، {بالقلم} متعلق بـ: {علّم} و(الباء) للاستعانة.
جملة: {اقرأ...} لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.
وجملة: {ربّك الأكرم} في محلّ نصب حال من فاعل {اقرأ}.
وجملة: {علّم بالقلم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {علّم الإنسان} لا محلّ لها بدل من {علّم بالقلم}.
وجملة: {لم يعلم...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.الصرف:

(3) {الأكرم}: هو بصيغة اسم التفضيل وزنه أفعل ولكنّه في المعنى مبالغة الكرم أي كرمه يزيد على كل كرم.

.[سورة العلق: الآيات 6- 7]

{كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى (6) أَنْ رَآهُ استغنى (7)}

.الإعراب:

{كلّا} حرف ردع وزجر، (اللام) المزحلقة للتوكيد، (أن) حرف مصدريّ، والضمير في {رآه} يعود على {الإنسان} أي رأى نفسه.
والمصدر المؤوّل {أن رآه} في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلق بـ: {يطغى} أي لرؤية نفسه مستغنيا.
جملة: {إنّ الإنسان ليطغى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يطغى...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {ر اه...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {استغنى} في محلّ نصب مفعول به ثان للرؤية القلبيّة.

.الصرف:

(7) {رآه}: المدّة فيه من همزة وألف ساكنة وهما عين الكلمة ولأمها، ولمّا جاء ضمير الغائب أدغمت الألفان ووضعت المدّة فوقها لتوسّطها العارض، والأصل رأى.

.[سورة العلق: آية 8]

{إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرجعى (8)}

.الإعراب:

{إلى ربّك} متعلق بخبر إنّ {الرجعى} اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
جملة: {إنّ إلى ربّك الرجعى...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{الرجعى} مصدر سماعيّ للثلاثي رجع، وزنه فعلى بضم فسكون..وهناك الرجوع والمرجع بكسر الجيم.

.[سورة العلق: الآيات 9- 10]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي ينهى (9) عَبْدًا إِذا صلى (10)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ، {عبدا} مفعول به منصوب عامله ينهى {إذا} ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلق بـ: {ينهى}..
جملة: {أرأيت...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ينهى...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {صلى} في محلّ جرّ مضاف إليه.